موضوع: روعة الحياة الثلاثاء يوليو 08, 2008 9:20 pm
انا سيدة عمري 39 عاما جميلة ومثقفة تزوجت منذ 15 عاما من زميل لي بالعمل بعد قصة حب استمرت 8 سنوات، وانجبت منه طفلتين هما قرة عيني، وما دفعني الى الكتابة اليك هو احساسي بالمسؤولية تجاه غيري ممن اعفاهم ربهم من معاناة التجربة التي كابدتها، فرأيت من واجبي ان ألفت انظارهم الى اشياء كثيرة في الحياة يجدر بهم الاهتمام بها وتقديرها حق قدرها. فمنذ ثلاث سنوات اكتشفت اصابتي بالمرض الخطير، ولن اصف لك ما شعرت به من الرعب والخوف لهذه المفاجأة.. ونمت ليلتي تلك بين طفلتي كأنما احتمي بهما مما اتوجس منه وأريد ان اشعر، بالشبع منهما وأشعرهما به وبعد مداولات طويلة بين الاطباء قررت السفر للخارج لاجراء جراحة.. واجريتها هناك بنجاح وعدت لحياتي وزوجي وطفلتي.. لكنه بعد عام آخر ظهرت نفس الاعراض وسافرت مع زوجي لاجراء جراحة ثانية وودعت الطفلتين وأهلي هذه المرة وداع من يخشى ألا يراهم ثانية، وتمت الجراحة وكشفت عما كنت اخشاه لكني تقبلت الامر صامتة وساهمة، وفي اليوم التالي للجراحة وكنت راقدة في فراشي بالمستشفى أنظر الى النافذة التي بجواري حين تردد هذا السؤال فجأة في اعماقي: ماذا لو اخبرني الطبيب بأن ما تبقى لي من عمر ليس سوى شهر او شهور قليلة؟ وما الذي أبدأ بعمله في هذه الحالة؟.. والأطباء الأجانب كما تعرف لا يخفون هذه الامور عن مرضاهم؟ وتأملت حالي وحياتي السابقة وتساءلت ما هذا المظهر الأوروبي الذي يتسم به مظهري وما هذا الشعر المكشوف وماذا عن علاقتي بزوجي ومناطحتي المستمرة له في السابق، والى اين يقودني ذلك إلا الى الجحيم. ثم ماذا لو كان الخطر قد زال عني نهائيا ولم يعد هناك ما يدعو للخوف والتوجس هل ارجع الى حياتي الماضية وأواصلها كما كانت بأخطائها وعثراتها؟ ان صديقاتي يصفنني بالشهامة وبأنني اقدر الجميل ولا انساه لفاعله وأقف الى جوار الحق.. فهل انسى الجميل لربي اذا عافاني من الخطر وأرجع لحياتي السابقة. وقبل ان اعرف نتائج الجراحة كنت قد قررت ان الوقت قد حان لمراجعة حياتي كلها ولقطف ثمرة هذه المحنة في طاعة الله وجاءني الطبيب وابلغني بزوال الخطر وبأنني استطيع ان اواصل حياتي الطبيعية دون خوف، وابتهجت بذلك كثيرا.. وتذكرت ديني لربي بالوفاء له بالعهد.. فكان قراري الأول هو ان غادرت المستشفى الأجنبي الذي دخلته بملابس أوروبية.. بالحجاب ورجعت الى بيتي وبناتي وانا انسانة مختلفة انظر الى الحياة نظرة اخرى، واقدر كل لحظة تمضي بي وانا على قيد الحياة واعتبر كل يوم من عمري صدقة منحها الله لي بتفضله وكرمه وارجوه ان يطيل في حياتي لكي أربي ابنتي على طاعته. واصبحت اقدر الحياة حق قدرها ووضعت مشاكلي في حجمها الطبيعي، ورأيت انني ما دمت بين ابنتي واستطيع خدمة نفسي بنفسي فهذه هي السعادة التامة. وانه من الجحود لنعمة الله ألا يرضى الانسان بحياته بسبب ما يعانيه من قلة الرزق او عدم التوفيق في الحياة الزوجية، اذ ماذا تعني مثل هذه المشاكل بالقياس الى محنة كمحنة هذا المرض الخطير.. وهل لا بد ان نبتلى بالمرض لكي نعرف ونقدر ما نحن فيه من سعادة؟. لقد راجعت حساباتي بعد ان استقرت حالتي ووجدت ان حياتي قد تغيرت الى الأفضل وان علاقتي بكل من حولي قد تحسنت وانني قد سعدت بالسلام النفسي والثقة بالله والرضا بقضائه وقدره وادركت ان لي ثروة من الأهل والأحباب، الذين غمروني بمشاعرهم وأفضالهم خلال محنتي، لقد وقف الجميع معي بالدعاء والتثبت والتشجيع واحاطوني بحبهم ورعايتهم.. فكيف اشكو.. ولا اشكر؟. وكيف اعتبر ما تعرضت له ابتلاء وقد كان فضلا من الله ونعمة وتذكيرا لي بما أنعم علي به ربي؟
بنت الروح
عدد الرسائل : 1836 العمر : 40 احترامك لقوانين المنتدى : الأوسمه : المهنه : تاريخ التسجيل : 07/06/2008
موضوع: رد: روعة الحياة الثلاثاء يوليو 08, 2008 9:28 pm
يسلمووووووو اخي سهران ويعطيك الف عافية تحياااتي لك